الهجرة الدولية في السياق الإفريقي: الواقع والتحديات
2019-03-27 2019-03-28
في إطار مواكبة جامعة محمد الأول للرؤية الاستراتيجية للمملكة المغربية نحو إفريقيا، وفاء للتاريخ المشترك، وإيمانا بوحدة المصير، وبما تتوفر عليه الشعوب الإفريقية من عبقرية ووسائل مهمة، وقدرة على العمل الجماعي من أجل توفير أسباب الرقي والازدهار، وتحقيق التطلعات لشعوب القارة، يأتي تنظيم هذه التظاهرة العلمية الدولية التي اختير لها شعار:
"المغرب: أرض الهجرة والعبور والاستقبال وملتقى الثقافات"
وهذا الشعار مستلهم من الرسالة الملكية السامية، التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده إلى المؤتمر الحكومي الدولي من أجل المصادقة على الاتفاق العالمي حول الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية المنعقد بمدينة مراكش يوم الاثنين 10 دجنبر 2018.
يأتي تنظيم هذه الندوة العلمية الدولية التي تحظى برعاية ملكية سامية، بشراكة مع مجلس جهة الشرق، ووكالة تنمية عمالة وأقاليم جهة الشرق، والوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، ومجلس الجالية المغربية بالخارج.
كما تعالج هذه التظاهرة العلمية الدولية إشكالية الهجرة من خلال مقاربات علمية متخصصة ومتعددة، تندرج كلها تحت عنوان محوري:
"الهجرة الدولية في السياق الإفريقي: الواقع والتحديات"
تهدف هذه الندوة الدولية أيضا إلى دراسة ظاهرة الهجرة وانعكاساتها على الدول الإفريقية بشكل عام، والمغرب بشكل خاص، مع إبراز جهود المملكة المغربية في هذا الشأن.
وإيمانا منها بالطابع الكوني لحقوق الإنسان، اعتمدت المملكة المغربية مجموعة من التدابير العملية المتعلقة بهذه الظاهرة، كالإستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، وذلك في أفق إرساء حكامة جيدة لتدبير التدفقات الهجرية من جهة، وحشد جميع مكونات المجتمع من جهة أخرى للاستثمار الأمثل لهذه الظاهرة وجعلها رافعة للتنمية الاقتصادية تستجيب للمبادرات غير المسبوقة التي أطلقتها المملكة المغربية في مجال تدبير إشكالية الهجرة وتحولاتها المعاصرة بالدول الإفريقية.
وفي إطار العناية بأوضاع المهاجرين فقد أصدر صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في سنة 2013 توجيهاته السامية للحكومة قصد وضع سياسة جديدة للهجرة واللجوء، تضمن الحقوق الأساسية للمهاجرين، في ظل احترام المبادئ الدستورية للمملكة المغربية وكذا التزاماتها الدولية.
وفي ظل التزامات المغرب واهتمامه بقضايا المهاجرين فقد أكد جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده على ضرورة اعتماد رؤية مستقبلية للتعاطي مع ظاهرة الهجرة. نستحضر في هذا السياق ما ورد في الرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده إلى المؤتمر الحكومي الدولي من أجل المصادقة على الميثاق العالمي حول الهجرة الآمنة والمنتظمة والمنظمة الذي احتضنتنه مدينة مراكش خلال الفترة الممتدة من 5 إلى 7 دجنبر 2018 حيث أكد حفظه الله على " أن اهتمام المملكة المغربية بمسألة الهجرة ليس وليد اليوم ولا يرتبط بظرفية طارئة، بل هو نابع من التزام أصيل وطوعي، يجد تجسيده الفعلي في سياسة إنسانية في فلسفتها، شاملة في مضمونها، وعملية في نهجها، ومسؤولة في تطبيقها. فرؤيتنا تقوم أساسا على استشراف المستقبل، بما يضمن تنظيم حركية الأشخاص. أما مقاربتنا، فتهدف إلى تحقيق توازن سليم بين الواقعية والطوعية؛ وبين المصالح المشروعة للدول، واحترام الحقوق الإنسانية للمهاجرين. فقد أدى نجاح هذه المقاربة، على المستوى الوطني، بأشقائنا الأفارقة، إلى تكليفنا بمهمة "رائد الاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة...".
لقد أضحت مسألة الهجرة تستأثر باهتمام كبير من لدن المنظمات الدولية كالأمم المتحدة التي أوصت من خلال الحوار الذي أطلقته في نيويورك شهر نونبر سنة 2013 الدول التي تستقطب المهاجرين بأن تدرج ظاهرة الهجرة ضمن سياساتها.
فقد أضحت الهجرة جنوب-جنوب تشكل نسبة مهمة من مجموع التدفقات الهجرية المختلطة على الصعيد الدولي، ذلك أن الحركية البشرية ضمن البلدان النامية شكلت خلال سنة 2015 قفزة مهمة، فقد فاق عدد المهاجرين 90 مليون شخص هاجروا إلى مناطق أخرى من دول الجنوب، مقابل ما يناهز 85.3 مليون شخص هاجروا من دول الجنوب نحو دول الشمال (حسب تقرير المنظمة الدولية للهجرة لسنة 2015).
انطلاقا من الرؤية المتبصرة لدراسة إشكالية الهجرة وبحث سبل إرساء نظام جديد لها، يأتي تنظيم هذه الندوة الدولية من أجل جعل الجامعة تسهم بمعية شركائها في بحث السبل الناجعة لظاهرة الهجرة وجعلها رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنوع الثقافي.